بالإبداع والموضة.. نساء إيرانيات يواجهن القمع والقيود الصارمة

بالإبداع والموضة.. نساء إيرانيات يواجهن القمع والقيود الصارمة
المرأة الإيرانية والموضة

رفضت نساء إيرانيات عدة القيود الصارمة المفروضة عليهن من قبل الدولة، ولجأن إلى الموضة والفن كسلاح لمقاومة الانتهاكات التي تستهدف حقوقهن.

ولطالما ابتكرت المرأة الإيرانية وسائل للتعبير عن رفضها للقمع، حيث ظهرت "ثورة المليميتر" التي كشفت فيها النساء جزءاً من شعرهن بدفع الحجاب إلى الخلف، وحملة "الأربعاء الأبيض" التي ارتدين فيها ملابس بيضاء للتعبير عن رفض العباءة السوداء، وفقا لما أوردته قناة الحرة، الإثنين.

تحدثت ليلى جزائري، رئيسة جمعية "الأنجلو – إيرانيات"، عن تأثير هذه الحركات النسائية في المجتمع الإيراني، وأكدت أن النظام الإيراني يرى المرأة عدواً له، لذلك يعتمد على قمعها للحفاظ على سلطته، لكن هذه السياسات لم تفلح في إسكات النساء.

وأوضحت جزائري أن المرأة الإيرانية باتت اليوم ركيزة أساسية للمقاومة، مشيرة إلى أن أصوات النساء الشجاعات تُسمع في المدارس والجامعات والأماكن العامة، مضيفة أن "الموضة شكل من أشكال الإبداع في مواجهة نظام يسعى لإشاعة الخوف والرعب".

عصيان في وجه القمع

بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" عام 2022، تصاعدت الاحتجاجات النسائية، وظهر العصيان المدني جلياً في الأماكن العامة، حيث رفضت النساء ارتداء الحجاب الإلزامي رغم القمع العنيف من قبل قوات الأمن.

وفي مواجهة الانتفاضة الشعبية، أصدر النظام أحكاماً قاسية بحق الناشطات، ووفقاً لخبراء أمميين، كثّفت السلطات الإيرانية استخدام العنف الجسدي ضد النساء اللاتي لا يلتزمن بقوانين الحجاب.

وعود بالإصلاح

تعهد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي ينتمي للتيار الإصلاحي، بالحد من مضايقات "شرطة الأخلاق" للنساء، لكن التضييقات لا تزال مستمرة رغم مرور عامين على وفاة أميني.

وفي ظل هذه التحديات، دعت الناشطة نرجس محمدي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، الإيرانيين إلى مواصلة الاحتجاج ضد ما وصفته بـ"الحرب الشاملة ضد النساء".

دعوات للمحاسبة

اختتمت جزائري حديثها بدعوة المجتمع الدولي إلى محاسبة النظام الإيراني على ممارساته الوحشية والقمعية ضد النساء، مؤكدة أن هذه السياسات لن تؤدي إلا إلى تعزيز وحدة الشعب في مواجهة القمع.

وكانت وفاة مهسا أميني قد أدت إلى اندلاع حركة احتجاج وتظاهرات في مدن عديدة في أكتوبر ونوفمبر، قبل أن تتراجع حدتها. وقُتل مئات من الأشخاص، بمن فيهم أفراد من قوات الأمن، كما اعتُقل الآلاف. وتم إعدام سبعة رجال على علاقة بهذه الحركة الاحتجاجية.

وبعدما تعرضت شرطة الأخلاق لانتقادات كثيرة، اختفت إلى حد كبير من الشوارع في الأشهر الأخيرة. وكان مزيد من النساء يخرجن من دون حجاب، خصوصا في طهران والمدن الكبرى.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية